نعمة عمر.. ومسلسل التفاهات المهنية

نشرت جريدة "الحرية" في عددها قبل الأخير، مقابلة مفتراة عليّ، تدّعي زورا وبهتانا أنها أجرتها معي.. وتدعي أن الصحفي الذي أجراها قد أختطف من طرف جماعة تحرص على أن تعرف من هو x ould y.. هذه السبق الإعلامي المفترى وجد صداه لدى القراء المتلهفين لمعرفة: من أكون؟ ولمن لا يعرف جريدة "الحرية" فهو عنوان متنازع عليه ما بين السيد علال ول الحاج الذي كان أول من حاز تصريحا بهذا الاسم، يحمل الرقم 9، الصادر بتاريخ 9 جانفيى 1992 وبين الصحفي الجاسوس محمد نعمة عمر الذي حاز تصريحا بهذا الاسم، لعلاقاته المشبوهة بإدارة الأمن، فقط مع مطلع العام 2006، ورغم أن الأحقية القانونية للسيد علال ول الحاج فإن هناك من نصحه بعدم التقدم بشكوى ضد نعمة عمر حتى لا ينزل إلى مستواه الحقير. وقد تمكنت "الحرية" في نسختها الأولى، حين كان يتولى تحريرها محمد فال ولد سيدي ميله والحسين ولد محنض من تأدية مهمتها الصحفية بمهنية واحتراف.. ولكن من سرقوا الاسم شوهوه ولطخوه بوحل الارتزاق والعمالة والتسول المهني. من هو محمد نعمة عمر؟ إنه ذلك الشاب الأسمر، متوسط القامة، الذي تشبه ملامحه ملامح عرب الصحراء (الطوارق)، والذي ولج عالم الصحافة من بوابة "أخبار نواكشوط" القذرة، فقد اختاره شويخنا ولد النني لما رأى فيه قابلية لكل صفات النذالة والسفالة.. والطيور على أشكالها تقع! ومن يومها وهو يسابق سيده وولي نعمته شويخنا ولد النني في كل ميادين العمالة و التملق و الابتزاز بالمهنة. فعلاقة هذا الفتى الحقير كانت نارا على علم، فمن المتواتر لدى الصحافة الموريتانية أنه كان يحضر المؤتمرات الصحفية بجهازي تسجيل: أحدهما، يذهب إلى "أخبار نواكشوط" والآخر إلى إدارة الأمن.. والأمران واحد: إدارة الأمن و "أخبار نواكشوط". كما كان يعرف عنه التردد بكثرة على إدارة الأمن، وعندما يلتقي به أحدهم صدفة، ويسأله: ما تريد هنا؟ يقول: أجدد جواز سفري!! هذا الجواز الذي لم يتم تجديده طوال فترة الرئيس المخلوع، على ما يبدو. وعلى ذكر قصة جوازات السفر: فإنه بعد أن انفصل نعمة عمر من عمله في مفوضية "أخبار نواكشوط" أثر مشادة كلامية بينه وبين شويخنا ولد النني، طرده الأخير إثرها من مقر جريدته البائسة. فذهب محمد نعمة يتسول العمل لدى جاسوس ءاخر هو محمد محمود ولد بكار في جريدة "الصحافة" التي تم حظرها شهرا، بعد التحاقه بطاقمها. وفي هذه الفترة تم توقيف محمد نعمة عمر من طرف إدارة الأمن. وعندما ثار الصحفيون بسبب ما يعتقدون أنه "اعتقال زميل"، دعت وزارة الداخلية مراسلي الوكالات لتبلغهم "أن الأمر لا يتعلق باعتقال صحفي، وإنما تم اعتقال محمد نعمة عمر بسبب أنه يزوّر جوازات سفر موريتانية للطوارق (عرب مالي)" وأكدت لهم أيضا "أن ولد بكار هو من بلّغ عنه". إذن، فهو تجاذب داخل أوكار الجواسيس، لا ناقة فيه لحرية الصحافة ولا جمل! ومن حقارات هذا الصحفي التافه، أنه حين كان يتولى منصب الأمين العام المساعد لـ"لرباط الوطني لمكافحة الاختراق الصهيوني" طلب منه المدير الناشر لجريدة "هموم الناس" محمودي ولد سيبوط، الذي دفع له مقابل ذلك، أن يُعدّ له أسئلة مقابلة مع السفير الإسرائيلي الجديد. وبعد نشر المقابلة، التي أثارت مناوئي التطبيع. كتب محمد نعمة عمر في زاويته الأسبوعية "واو الجماعة" يستنكر المقابلة ويشجبها، على طريقة القمم العربية. ولكن بعد نشر جريدة "القلم" لموضوع يؤكد أن نعمة عمر هو من أعد الأسئلة، وكان بحوزة "القلم" نسخة من الأسئلة المعدة بخطه، تم فصله من "الرباط". رحلة هذا الصحفي مع الارتزاق مستمرة: فبعد ظهور الشخصية الغامضة رشيد مصطفي (أبو قلادة)، المغترب الموريتاني في إفريقيا، والذي يُتهَم بالعمالة للمافيا الروسية، والذي كان ينوي الترشح لرئاسة البلاد. التحق به محمد نعمة وجعل جريدته التافهة تحت تصرفه، وكال له مدحا وإطراءا على صفحاتها، فوهبه "ابو قلادة" سيارة نيسان عابرة صحراء. وأعطاه مبلغا ماليا صرفه في ترشحه للنيابيات في بركيول. وتلك قصة أخرى! فعند التوجه الأخير للمجلس العسكري بدعم المستقلين، خرج محمد نعمة بعنوان عريض في الصفحة الأولى من جريدته: أنا مستقل..إذن أنا موجود!! ومن يومها وهو يكيل المديح للمنسقية العامة للمستقلين، بما ينافي استقلالية المهنة.. ويذم الأحزاب بكل ما يعرفه لسانه الحاد من هجاء.. ليترشح مستقلا في باركيول، حيث مُني بهزيمة نكراء. أما الحلقة الأخيرة من تفاهة نعمة عمر فهي هذه المقابلة التي فبركتها جريدته عني.. والتي لا شك أن الهدف منها هو تقفي أثر xoy المطارد، لتقديمه عربون صداقة لمدير الأمن الجديد. ما أريد أن أؤكده، هو أنني حين أريد أن اجري مقابلة صحفية فلن تكون مع محرر تافه لجريدة تافهة. أنا – وليعرف ذلك كل من يجري وراء إجراء حديث معي – شخص أرى أن أفضل ما يمكن أن أخدم به بلدي، هو إماطة اللثام عن كل السيئين، والفاسدين، الساعين لنهب بلدي، وتشويه سمعته، وإفساد مستقبله. ولا يمكنني ان أثق في صحفي لا يشاطرني تلك المهمة، خصوصا إذا كان خريج مدرستي شويخنا ولد النني و ولد بكار. وأمام أشخاص بهذه التفاهة يدّعون الاختطاف بسبب مقابلة مكذوبة معي، يكون من الوارد أن أسأل: هل فعلا أختطف المحرر زين العابدين أما أنها وسيلة تافهة لكسب صداقتي والتغرير بي، بعد ذلك؟! ربما، لست أدري!