CDHLCPI : وكر الفساد والتلاعب بالمال العام

Health Articles








كانت المفوضية المكلفة بحقوق الانسان ومكافحة الفقر وبالدمج CDHLCPI وكرا من أوكار الفساد والتلاعب بالمال العام، منذ فترة العقيد ولد الطائع.
ومع بزوغ فجر التغيير، واستيلاء المجلس العسكري على الحكم، تملكنا أمل كبير بأن اليد التي تنوي استئصال سرطان الفساد، ستبدأ من هذا الجسد المريض، لحساسيته وأهميته.
ولكن خيبة الامل كانت كبيرة.
المفوض الذي تم تعيينه وهو في طريقه إلى النعمة لتنظيم مسيرة "تصفيقية" لتأييد المجلس العسكري، بعد أن كان دأبه أن ينظم المسيرات تلو المسيرات، كلما فشلت محاولة انقلاب للتنديد بـ"ايادي الإرهاب والشر التي امتدت لزعزعة الشرعية الدستورية في ظل القائد الملهم معاوية ولد سيد احمد الطائع"، عاد أدراجه مسرعا ليلبي نداء المجلس العسكري، بتولي المنصب.
إنه سيد احمد ولد البُ، المولود في جكني، الحاصل على المتريز في الاقتصاد.. عمل في اتحاد بنوك التنمية سابقا، فكان مدير فرعه في تجكجه.
في يومه الأول في المفوضية، جمع العمال والموظفين، وأخبرهم" أنه لا نية لديه سوى إصلاح المفوضية، وأن أبوابه مشرعة في وجه كل العاملين، وانه لن يحتجب عن لقاء أصغر عامل، وأنه سيصيخ أذنه لكل الشكاوي، وأنه سيكافئ المحسن ويعاقب المسيئ".. ولكنه في اليوم الموالي دعا السكرتيرة وقال لها "أن لا تسمح بدخول أي موظف من المفوضية عليه إلإ إذا كان هو من يريد ذلك".
أول ما قام به المفوض الجديد، هو أنه بدأ بقريبه أحمد ولد أعل، الذي لا شهادة لديه إلا شهادة أن لا إله إلا الله، والذي لم يكن يُسند إليه أي عمل في المفوضية، وإنما كان يتقاضى راتبه الشهري مجانا تقريبا، شأن كثير من موظفي المفوضية في فترة حمادي ولد اميمو، فجعله ساعده الأيمن الذي يعتمد عليه في كل صغيرة وكبيرة. وأمر أن يُعطى سيارة SG .
ولكن المفوض تراجع عن إعطاء قريبه سيارة بعد أن نشرت جريدة "القلم" الفرنسية ذلك. إلا أنه اعطى سكرتيرته شيت بنت بوبكر أخت عبد الرحمن ولد بوبكر قائد الأركان وعضو المجلس العسكري سيارة متشي بيشي صغيرة، هي أجود ما لدى المفوضية من السيارات، وكانت سيارة مخصصة لمنزل حمادي ولد اميمو قبل إقالته.. وسلمها إذنا بالتنقل بها خارج أوقات الدوام.
هذا في وقت كان أغلب الموظفين فيه بلا سيارات، حتى المدير المالي والإداري ومستشاري المفوض وهم ستة أشخاص ومنهم الصحفي المخضرم أباه ولد السالك، الذي ساءت خاتمته، حين اندمج كليا في اللعبة القذرة، وأصبح "خفيف اليد" هو أيضا.
.. ورغم أن قرارا صدر في المفوضية بوقف "التعاونيات" فأن أقارب المفوض لا يزالون طوابير لتلقي الاموال من المفوضية.
وفي أكتوبر الماضي أعطى "حرطانيه" الخاص، الذي يرافقه جيئة وذهابا ، ويلازمه كظله 350.000 اوقية، وأمر أن تدرج في البند الذي يسمونه في المفوضية "الدعم الاجتماعي".
كما اكتتب 3 استشاريين من أقاربه، دائمين وفي غير استشارات محددة.
وفي أسابيعه الأولى أعطى صفقة من 5 ملايين لمنت اعمر شين، وهي زوجة أخيه، دون إعلان مناقصة.
ثم أن هناك مشروعا تابعا للمفوضية يدعى "المنسقية الدائمة لمتابعة الإطار الاستراتيجي لمكافحة الفقر coordination permenante du cader strategiaue de lutte contre la pauvrte CPCSLP ويقع مقره في بناية ضخمة ضخمة بتفرغ زينه، قبالة مقر شركة توتال الجديد.. المنزل مؤخر بـ 250.000 أوقية من أم الكرام زوجة الوزير الأول سيدي محمد ولد بوبكر. وفي شهر سبتمبر الماضي أرسلت ام الكرام إلى المفوض رسالة تريد فيها دفع مقدم أيجار سنة كاملة، فوافق على الفور. ولأن المفوضية كانت تمر بفترة عصيبة، فقد تمت استدانة المبلغ من بنك الإسكان، ودفعه لأم الكرام و "زوجة الكريم!!!!!!!!!"
.. كان المفوض السابق حمادي ولد اميمو، على علاته، قد أمر برد الملحقين بالمفوضية ممن كانوا مزدوجي الوظيفة الى عملهم الأصلي:
سيد محمد ولد ختاري: كان من أشد المصفقين للجزب الجمهوري.. كان أستاذا للفلسفة، وفي فترة سيد المختار ولد الناجي طلب إعارته من وزارة التعليم، وعيّنه رئيس مصلحة في المفوضية.. فكان يتلقى راتبين، من التعليم ومن المفوضية.. وقد كانت قامته القصيرة وحركاته البلهوانية ونكاته تضحك ولد الناجي.
أعطاه ولد الناجي، أيام كان المفوض، تكوينا في فرنسا لمدة سنتين.. فسلمته المفوضية بموجب ذلك شيكا بـ5 ملايين أوقية. فبدل أن يذهب إلى فرنسا ذهب إلى بريكسل وقضا هناك سنتين يـ"تيفي" بسيارات "أريفاج"، وبعد انتهاء الفترة عاد الى المفوضية.
وبعد قرار حمادي ولد اميمو بإعادة "المعارين" الى اعمالهم الاصلية. عاد الرجل لوزارة التعليم.
وبعد التغيير، وتحديدا في نوفمبر الماضي توسط عبد الله ولد الشيخ سيديا الى المفوض في إعادته إلى المفوضية، فطلبت إعارته من وزارة التعليم مرة أخرى.
ولكن الأسوأ أن المفوض قرر أن يعوض له راتبه كل تلك الفترة التي أعيد فيها الى وزارة التعليم.. مع ان حمادي كان قد كتب للوزارة التعليم أنهم استغنوا عن خدماته، وأعطاه مكافئة برواتب ثلاثة أشهر.

ولد العالم: أخو الشيخ ولد العالم عضو المجلس العسكري، كان مستشارا تمت إعارته من وزارة التنمية، ثم اعيد إليها بقرار حمادي.. توسط فيه أخوه الآن، فأعيد للمفوضية، على أن تعوض له كل الرواتب الماضية.. وهو شخص لا يعرفه عمال المفوضية، لأن قدميه لم تطأ أرضها ابدا.

ثم أن من الملاحظ بوضوح حضور أقارب المفوض بكثرة الى المفوضية كممونين ومزودين (FOURNISSEUR).